افتتاح مدارس التعلم الذكي.. تطور نوعي للتعليم السعودي والعربي
لاشك أن افتتاح المدارس المتقدمة للتعلم الذكي بالرياض والتي تعد أول مدرسة بنظام ( stem ) في الشرق الأوسط تعد نقلة نوعية للتعليم في المملكة العربية السعودية وفي عالمنا العربي، حيث تقدم تعليما منافسا بأبعاد تطبيقية، مع بناء نموذج المدرسة التطبيقية وفق المعايير العالمية، وتنشر نظاما تعليميا حديثا في المجتمع السعودي، وتطبق أساليب تعليمية جديدة تقوم على المشروعات الاستقصائية بهدف تحقيق التكامل بين مناهج العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا، ورعاية الطلاب المتفوقين في هذه المجالات، مع تنمية ميول المتعلمين ومهاراتهم وزيادة مشاركتهم وتحصيلهم في العلوم والرياضيات، وإعداد قاعدة علمية من المتعلمين يمتلكون مهارات المتعلم الباحث، مع مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم وتنمية شغفهم بالعلم والتعلم.ونظام ( stem) الذي تقوم عليه الدراسة بهذه المدارس هو الحروف الأربعة الأولى من المقررات الدراسية العلمية للرياضيات والهندسة والتقنية والعلوم، وتقوم فكرته على تحويل تدريس المواد الدراسية الأربع من شكل نظري إلى أسلوب تطبيقي وفي صورة من التكامل والترابط فيما بينها، مما يؤدي إلى بناء معرفي شامل يسهم في تكوين صورة المنتج في ذهن المتعلم، ويعتمد هذا النوع من التعليم على تجهيز بيئة تعليمية مناسبة للمتعلمين تساعدهم على الاستمتاع بالتعلم، كما تركز المناهج التعليمية فيه على بناء مهارات فكرية تعليمية مرتبطة بما يساعد الطالب على فهم وإدراك مفاتيح العلوم المختلفة بطريقة سهلة، بحيث يمتد أثر تلك المهارات ليشمل كل نشاطاته التعليمية في الحياة، وبما يحقق إتقانه للمهارات التطبيقية العملية.وتقوم مبادئ المدارس المتقدمة للتعلم الذكي على أسس منها، المسؤولية الوطنية والاجتماعية والأخلاقية تجاه الوطن وأبنائه، ونشر الوسطية والاعتدال والتسامح بين الجميع، مع إعلاء قيمة الإتقان والجودة في التعليم، والأمانة والإخلاص في الأداء، إضافة إلى تعميق الولاء لله عز وجل والإخلاص للوطن وقيادته المباركة، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف والمبادئ فكان لابد من إيجاد بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة على الإبداع والابتكار، ولذلك فقد تم تصميم المبنى المدرسي وتجهيزه على أعلى المواصفات التربوية، ليتحقق الجمال في المبنى، والإمتاع في التعليم، والتكامل في التجهيزات ووسائل الترفيه.وحتى تتكامل معطيات التمكن من مهارات القرن الحادي والعشرين فقد تم تجهيز النادي المدرسي بملاعبه ومسابحه وصالاته المتعددة المهام، كما تم تجهيز المعامل والمختبرات العلمية بأحدث الوسائل لتبعث على المزيد من البحث والتفكير، و تأسيس أندية اللغة الإنجليزية وتجهيزها بأحدث ادوات التعليم الملبي لحاجات التمهر في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، إضافة لقاعات العروض وسينما التعليم والمسرح المتميز الذي يساعد المتعلمين على ممارسة هواياتهم الثقافية ويصقل مواهبهم الإبداعية، كما جاءت الفصول الدراسية بشكل مختلف عن بنيتها في غيرها من المدارس حيث تظهر فيها كل وسائل التعلم الإلكتروني، والشاشات التعليمية التي تعد المتعلم للحياة.وقد قامت المدارس بابتكار عدد من البرامج التعليمية التي تسهم في صقل مواهب الطلاب منها، المربي المخلص، ونور البيان والتلمذة بين الطالب والمعلم وأندية الطلبة وريادة الأعمال والمتجر المدرسي والمصنع المدرسي فاب لاب، وقاعة العروض العلمية وبرنامج30-70 ومركز البحث العلمي والمركز الإعلامي وفزعات التطوعي ونادي المهارات والقيادة، كما تسعى المدارس ليكون الطالب متكامل الجوانب التربوية والشخصية والمهارية والقيادية، ليكون متعلما يعيش عصره في ضوء عقيدته ويتسم بعدد من السمات منها، ملتزم بدينه، متعلم، طموح، مسؤول، مبدع، مفكر، منتج، إيجابي، ماهر، منتم، وهي سمات تحقق التوازن في شخصيته.كما وفرت المدارس داخل الفصول شاشات تعليمية65 بوصة مرتبطة بالانترنت عالي السرعة، ومزودة بالمنهج التفاعلي وأجهزة لوحية لكل متعلم، ليكون التعلم بأحدث الوسائل التقنية الممكنة، كما يتم خارج الفصول التواصل بين المتعلمين وتعزيز التعلم عن بعد من خلال المنصة المشتركة، وبإشراف المعلمين من خلال المحتوى الإثرائي للطالب والمرتبط بالمنهج السعودي، ويحقق استراتيجيات التعلم بالألعاب والفصل المقلوب، كما تقدم المدارس تعليم متمايز مع مراعاة فروق التعلم، وعلى الطريقة الفنلندية تقدم المدرسة حلولا لتطوير الفصل من خلال التقنية ورفع مستوى الأداء، كما وفرت المدرسة من خلال البرنامج الإلكتروني وسيلة لتزويد ولي الأمر بكل تفاصيل مسيرة ابنه التعليمية، إضافة إلى أن لكل متعلم ملفا إلكترونيا يعتبر مرجعا يضيف فيه جميع الخبرات السابقة التي حصل عليها.كما تستخدم المدرسة مهارات القرن الحادي والعشرين من الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرار، والتواصل والتعاون والتعلم على طرائق التفكير وطرائق العمل، ومهارات العيش في العالم وأدوات العمل، إضافة إلى التربية على المواطنة والحياة والمهنة والمسؤولية الشخصية والاجتماعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإلمام بشؤون المعلومات، حيث أشار عبد الرحمن القثامي المدير التنفيذي للمدارس أن فكرة التعلم الذكي تم تطبيقها في المملكة بعد دراسة لأكثر من 3 سنوات تم خلالها زيارة مدارس التعلم الذكي في الولايات المتحدة الأمريكية وفنلندا وماليزيا وتركيا ومصر والأردن، ثم الاستفادة بهذه التجارب لاستخلاص أحدث ما فيها وأبدعه، مع توفير فريق من أكفأ الفرق التعليمية تم تدريبه خصيصا على ممارسة هذا النوع من التعليم وفق أحدث النظم العالمية، مؤكدا على أن المدرسة تعد بحق تجربة مشرقة بالمملكة العربية السعودية ونقلة نوعية في التعليم داخل المملكة وفي عالمنا العربي.